الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

تاريخ المانجا اليابانية - History of Japanese manga



المانجا اليابانية 


الرواية المصورة اليابانية - المانجا 

عرف الكاتب الياباني شينمورا المانجا على أنها صور مرسومه بشكل بسيط تتسم بالفُكاهة والمبالغة، وأنها كاريكاتير الهدف منه الإنتقاد والتهكم من المجتمع، وهي مكتوبة كشكل قصة من عدة صور ومحادثات، لكن هذا التعريف الذي تمت كتابته في عام 1991م قد لايصف المانجا هذه الأيام بشكل دقيق، ولكن لو أردنا تعريف المانجا بشكلها الحالي والمتفق عليه هو أنها قصص مصورة يابانية، غالباً مؤلفها يكون يابانياً أو أحداثها تدور في اليابان أو طريقة طرحها تكون بإسلوب ياباني. غالباً تكون الرسومات بالأبيض والأسود وأحياناً في  معظم المشاهد قد نجد بها القليل من الألوان، وأيضاً جهة القراءة دائماً تكون من اليمين إلى اليسار.

التسلسل التاريخي لبداية فن المانجا الياباني:

يرجح بعض العلماء أن بداية المانجا كانت عن طريق اللفائف وذلك في القرن الثاني عشر، هذه اللفائف كانت قادمة من الصين إلى اليابان والتي كان يستخدمها الكهنة البوذيين كتمائم ولأسباب دينية بشكل أساسي، ومن أهم هذه اللفائف التي يمكننا التحدث عنها "والتي تعتبر من أهم وأقدم الفنون اليابانية الهزلية الباقية على قيد الحياة والتي وجدت في معبد هورايوجي في نارا" وهي الـ-شوجو جينبوتسو قيقا- أو -تشوجو قيقا -مخطوطة الحيوان- يُقال بأن الذي رسمها هو توبا سوجو، المهم في اللفافة والذي على أساسِها أُعتبرت البداية لفن المانجا هو ظنهم بأنها هي التي بدأت أسلوب الرسم القصصي المستخدم في المانجا، والسبب الآخر 
.هو أسلوب القراءة لهذه القصص كما قُلت آنفاً بأنه من اليمين إلى اليسار وهذا ما يميز المانجا في هذا العصر


مخطوطة الحيوان -شوجو جينبوتسو قيقا-، توبا سوجو، 1173م - 1232م. متواجده في معبد كوسان-جي،اليابان

سابقاً كانت اللفائف مُقتصرة على الكهنة ولكنها خرجت للعامة وبدأت الإنتشار وأصبحوا يستخدمونها لأسباب أخرى مثل قصص الشيطان.
أما " في القرن الثالث عشر بدأت تظهر رسوم لصور مختلفة عن الحياة الأخرى لما بعد الموت على جدران المعابد والمقامات، كانت تلك الرسومات عبارة عن رسومات خام ومبالغ فيها،إلا أنه في نظر النقاد المهتمين، تًشابه وإلى حد كبير فن الرسم في اليابان الحديث اليوم.

أُعتبر القرنين السادس والسابع عشر بأنهم فترة السلام في اليابان وذلك في عهد توكوقاوا، هذه الفترة أعطت اليابانيين فرصة للتفرغ   والتي تعني -صور العالم الطافي- و الـ-إ- تعني لوحة باليابانية،Ukiyo-Eللفن،  ظهر خلالها إسلوب فني جديد يدعى أوكيو إ الأوكيو إ- استخدمت إسلوب فني جديد للرسم بواسطة الطباعة بالألواح الخشبية، والذي جعل إنتشار هذه الحركة الفنية أسرع، هذا النوع من الرسومات أثر على تدوين الحياة والحضارة اليابانية، ومن أشهر مادونتها هو حي يوشيوارا الذي كان ملاذ الترفيه لليابانيين الأغنياء.

أصبح -الأوكيو إ- شكل الفن الشعبي وذلك بفضل التقدم في تقنيات الطباعة الخشبية والتي كانت 
تصور مواضيع مؤلوفة مثل ممثلين الكابوكي و النساء الجميلات، ومما ساهم أيضاً على إنتشاره هو توزيع الكُتب التي تحمل الرسوم التوضيحية لهذا الفن، هذه العوامل ساعدت على أن يصبح فن -الأوكيو إ- جزءاً من الثقافة الشعبية اليابانية.

على أرض ضريح شينمي: مطعم شاتيتسورو، أوتاغاوا هيروشيغ، 1838م، حي يوشيوارا، متحف الفنون الجميلة،اليابان.

"مراحل تطور فن أوكيو-إ الياباني بالطباعة الخشبية"

بداية أوكيو-إ ( أوائل القرن السابع عشر 1700م )
سيدات في المدينة-نيشيكاوا شوكينوبو،طباعة حبر أسود على ورق.

ظهور الطباعة بالألوان الكامله (1740م - 
1780م )
مسابقة الرماية في قاعة ثلاثة وثلاثين خليجاً في فوكاغاوا، أوتاقاوا تويوهارو، طباعة ملونه على ورق، متحف هونولولو للفنون.
العصر الذهبي لفن أوكيو-إ (1780م - 1804م )
كابوكي-أوتاني أونيجي،توشوساي شاراكو، أرتيلينو-المطبوعات اليابانية.

بداية شعبية الطباعة على الخشب ( 1804م - 1868م )
كوشو كاجيكازادا، كاتسوشيكا هوكوساي،مكتبة الكونغرس، 1833م

فترة ميجي ( 1868م - 1912م )
كونجو المحارب-الوزن الثقيل-حسناً ناكامورا مونيهيرو"سانكيتشي"، أوتاقاوا يوشيتاكي.

شين هانغا وحركة سوساكو هانجا ( 1915م - 1940م )
توري نو إتشي-معرض ،ميكاوا سينبان، الفن الياباني،1929م.

الحديث والمعاصر ( 1950م إلى الوقت الحاضر )
فتاة ونقار الخشب، كاوانو كاورو.

في البداية فن -أوكيو إ - لم يطبع وإنما كان يرسم بالحبر الأسود ،لكن فيما بعد بدأت إضافة اللون له وزيادة عدد الألوان وأصبحت التفاصيل أكثر تعقيداً، كان صنع المطبوعات الخشبية يتم على ثلاث مراحل أساسية، أولا: رسم التصميم بالحبر، ثانياً:نحت التصميم على كتلة الخشب،ثالثاً: إضافة الحبر الملون على الخشب ومن ثم ضغطها على ورق الطباعه، لكل مرحلة كان هنالك شخص متخصص بها، هذه العمليه كانت تستغرق الكثير من الوقت والجهد لكن بمجرد الإنتهاء من الحفر وإضافة الألوان يصبح من السهل إستنساخ عدد من التصاميم،في السابق كانوا يستخدمون هذا الفن كملصقات إعلانية للمسارح الشعبية ويستخدمون المناظر 
الطبيعية كمطبوعات للبطاقات البريدية.

 موجة بالقرب من كاناقوا، كاتسوشيكا هوكوساي،1760م-1849، اليابان.

 أما في بدايات القرن السابع عشر في عام 1815م شهد ظهور أحد أهم الرسامين اليابانيين والذي يدعى كاتسوشيكا هوكوساي ، صاحب أبرز لوحة وهي -الموجه العظيمة -أو - موجه بالقُرب من كاناقاوا-، هذا العمل عبارة عن تصوير لأمواج عاتيه تصطدم في جبل فوجي الشهير. هنالك تفسير آخر يشير إلى القوارب التي تبدوا وكأنها تغرق في هذه الموجه ربما كانت تصوير لحدث مشابه لإعصار تسونامي قد حدث في تلك الفترة ،وتعتبر هذه اللوحة وغيرها من اللوحات التي تبعتها إنطلاقه وتحول ضخم في مسيرة التاريخ الياباني والذي أطلق عليه فيما بعد بإسم "المانجا".

إن السبب الرئيسي خلف أهمية هوكوساي هو بأنه أول من إستخدم مصطلح "مانجا" كتسمية لفنه الذي يستخدم خطوط قليلة لرسم شخص أو مشهد،و لفظ المانجا ينقسم إلى قسمين الأول -مان-وتعني الرسم نفسه أو بمعنى آخر الرسم غريب الأطوار والثاني -جان- وتعني الصورة، وهنالك كلمتان ألحقتا بالمانجا كتعبير عنها وهما التخطيطات التلقائية والصورة غير المقصودة كما في رسوم هوكوساي التي قام بجمعها وبيعها كـ15مجلد بإسم "مانجا هوكوساي في سنة 1814م. من أحد أمثلة المجلة التي يمكننا إلقاء الضوء عليها هي-كاسان وأوكيكو- أشباح إناث شهيرة ا كانتا ذات شعبية خلال فترة إيدو- طوكيو الآن-،علىاليسار هي كاسان التي أصبحت شبحاً بعد أن قتلها زوجها،وعلى اليمين هي أوكيكو، التي أصبحت شبح بعد أن رمت نفسها في بئر، يصورهم في هذا العمل وكأنما يريدون الإنتقام .

كاسان و أوكيكو -مانجا هوكوساي-،كاتسوشيكا هوكوساي،1814م،المجلد 10،اليابان.

في بدايات القرن التاسع عشر ومع دخول الغرب إلى اليابان كان هنالك أهم الأحداث التي حصلت في عام 1853م حيث أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية العميد -ماثيو بيري- ليفتتح تجارة الغرب مع اليابان،على
 الرغم من وجود مقاومة من اليابانيين الذين يريدون الحفاظ على تقاليدهم إلا أن الحكومة اليابانية كانت ضعيفة في ذلك الوقت وقبلت بالتجارة. في وقت لاحق أتت الرسوم الغربية لليابان وكان من أهم الأشخاص الذين ساهموا في جلب الرسوم الغربية هو البريطاني الصحفي -تشارلز ويرقمان- والذي كان بدوره يعمل كمراسل لصحيفة -أخبار لندن- في اليابان، إلى جانب عمله قام تشارلز بعمل مجلة كرتونية تسمى -جابان بونش- في يوكوهاما كانت مستلهمه من فكرة المجلة الأصليه -بونش- التي إنتشرت في لندن،فيما بعد إستلم تحريرها اليابانيين.

أما في القرن العشرين عام 1912م بدأت المجلات اليابانية المتأثرة بالتدخل الغربي بالظهور،وأولها كانت مجلة -شونين كٌلب-، هذه الفترة من القرن أحتوت على أهم الشخصيات في صناعة المانجا الحديثة هما -أوكاموتو إيببي - و -راكوتين كيتازاوا،يُعرفان -بجدي المانجا-، لم يشتهر إيببي كما إشتهر كيتازاوا بل أصبح إسمه في طي النسيان على الرغم من إنجازاته الكبيره.


#
في نهاية هذا السرد التاريخي يمكننا أن نجد في هذا العصر أعمال فنية 
( Instillation ) أو تجهيز في الفراغ أو الفنون الأدائية فنانينها متأثرين بفن المانجا ومن أبرزهم :


1. شينتارو أوهاتا


عمل - ساعات الصباح -




عمل ( صباح الخير أيها العالم )




عمل ( في الصوت )



--------------------------------------------


2. فنان تحت إسم مستعار ( ثلاثة ) 


عمل ( 1902 جرام )




---------------------------------------------------------------------------------

أحد أهم الفنون الأدائية التي تم تمثيلها لمانجا وأنمي ناروتو شيبودن 






المراجع 
الكُتب

طارق الخواجي،قلعة الإنمي تجربة إقتحام،النادي الأدبي بالرياض، 2012م.

أدوين ريشاور،تاريخ اليابان من الجذور حتى هيروشيما،دار علاء الدين للنشر،ترجمةيوسف الشام،2008م.

Koyama -Richard, One Thousand Years of Manga, Flammarion, 2007.
الدراسات
إيتو، ثقافة المانجا في اليابان،2000م، دراسة منشورة  دراسة

الإنترنت
لورينزو بيريرا، 10 اكثر روائع اللوحات اليابانية شهرة1

روائع معبد كوسان-جي: مخطوطات كاملة من تشوجو غيغا، مخطوطة الحيوانات 2
ماهو اليوكيو إ، اليابان الإلكترونية 3
هيلين ميسكارثي،تاريخ المانجا،42010 
أوكييو-إ،الطباعة الخشبية اليابانية5



ترجمة وبحث : هدى ع.البكري 


الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

ترجمة مقالة :الفنانة اليابانية تشيهارو شيوتا [ Chiharu Shiota ]

فنان من الأسبوع 76: تشيهارو شيوتا


"إنها تنسج خيوطا سوداء في شبكات عصبيه"، تركيب تشيهارو شيوتا، أثناء النوم،2010م. تصوير: تشيهارو شيوتا / هونش من فينسون

تشيهارو شيوتا هي إمرأة عنكبوتية - التي تتسلق حول شلالت الغزل من فقدان الوعي لدينا .في 
منشآتها"التجهيز في الفراغ" الأكثر شهرة فأنها تنسج الغزل الأسود حتى تستولي بها على صالات العرض بأكملها وايتم العثور على الأشياء الشخصية في شرنقة.وقد استضافة الفنانة اليابانية في برلين كل شيء من فساتين الزفاف التي تمت مشاهدتها في معرض -السير في ذهني- في معرض هايوارد العام الماضي، إلى البيانو الكبير وألعاب الطفولة.في أحد عروض النوم لها قد تجد حتى شيوتا نفسها متخفية تحت طبقات من شبكة.

ولدت في أوساكا وإنتقلت الفنانة من اليابان إلى ألمانيا في عام 1997م لدراسة الفن الأدائي تحت يد مافين مارينا ابراموفيتش. في واحد من أعمالها في وقت مبكر، محاولة العودة إلى الوطن من عام 1998م، صامت شيوتا لمدة 4 أيام و بعد ذلك لطخت جسدها العاري مع الأرض قبل أخذها إلى حفرة موحلة. مع إيحائاتها لكل من الرحم والقبر، كان العمل يتوقف على الشعور بالخسارة والنسيان الذي أبرز الكثير من أعملها منذ ذلك الحين. لاحقاً ظهر الفن الإنشائي الأول في عام 2000م، ذاكرة الجلد، ظهرت على نحو مماثل للأوساخ الملطخة بالثياب مما يشير إلى إيحاء بأنه لم يغسل.

"دفع وسحب بين التقارب والفصل"، حوار من تركيب الحمض النووي في برلين، 2008م. تصوير: جون ماكدوغال / أف / جيتي إيماجيس

التجربة الشخصية هي محور عمل شيوتا. وبالنسبة للمشروع بدأ في البداية كحوار من الحمض النووي في عام 2004م في بولندا ثم أعيد إنشاؤه في ألمانيا واليابان، ودعت الناس إلى التبرع بالأحذية مع ذكرى مرفقة - مما أدى إلى الآلاف من الأحذية القديمة، وكثير منها كانت تنتمي إلى أحبائهم الذين ماتوا . وقالت إنها تعلق كل منها على خيط أحمر مشدود، رمزا للمسار من خلال الحياة وكذلك بصمة للرحلات المتخذة.
هناك دفع مماثل وسحب بين التقارب والإنفصال في عروضها -النوم-، حيث النساء يغفون على أسرة المستشفيات تحت قبة من الخيوط السوداء، ومع ذلك مشاهدة هؤلاء الناس ربما تنقل شعور الفنان 
الذي يعني به أننا لا يمكن أبداً أن نعرف ما يحدث وراء عيونهم المغلقة.


"المناطق النائية بين الإستيقاظ الحياة والحلم"، تركيب في "بيت الخيال"، برلين،2008م. تصوير: جون ماكدوغال / أف / جيتي صور

"سيكون من الرائع أن أمنع كل أثر لنفسي، وظواهري، وأوراقي، وجواز سفري، وحتى
 بصماتي"، وقالت شيوتا:" وأن أقوم بإنشاء أعمالي في حوار مع الكون". في حين استكشاف المناطق النائية بين الإستيقاظ والحياة والدول والحلم ومطاردة تلاشى الذكريات، في المنشآت -installation -متاهة شيوتا في -مرور النسيان- دائماً يشعرنا بأنها قريبة في متناول اليد.

لماذا تُعجبنا: مكان واحد، حالياً تظهر في لندن، ويضم مئات من النوافذ الزجاجية القديمة مأخوذة من مواقع بناء برلين الشرقية. مكدسة إلى السقف في القباب مثل الكاتدرائية، فإنها ترسم بعداً روحياً للآثار من الحقبة الشيوعية.


صوت الصمت: عندما كانت شيوتا تبلغ من العمر تسع سنوات أحرق منزل جارها؛ في اليوم التالي رأت الفنانة البيانو متفحم بين الأطلال.هذه الأداة التي فقدت صوتها تملكت الفنانه وألهمت في مختلف الأعمال التي تضع النيران في بيانو كبير، ثم تعرض بقاياه داخل تركيب من الخيوط السوداء.






ترجمة: هدى ع.البكري





رابط المقالة الإنجليزية



الاثنين، 4 ديسمبر 2017

ترجمة: مقالة عن فن الـUkiyo-e [ العالم العائم ]....


أوكيو-إ _ صور من العالم العائم _


أشهر عشرة أماكن في إيدو -توهج المساء في تاكاناوا

بواسطة هارونوبو سوزوكي 1724م-1770م

" أوكيو-إ تعني حرفياً - صورة العالم العائم - أوكي (العائمة) - يو (العالم) - إ (الصورة). وهو المصطلح العام لنوع من المطبوعات الخشبية اليابانية المنتجة بين القرن السابع عشر والقرن العشرين".


أوكيو-إ- صور للعالم العائم

تم إنتاج أول أوكيو-إ بالأسود والأبيض في القرن السابع عشر، ومع ذلك كان هناك طلب على اللون وتم إنتاج أول طباعة ملونة بإضافة التلوين بعد الغنتهاء من الطباعة التي بالأبيض/الأسود بالفرشاة، ولكن هذا كان مكلفاً للغاية وتستغرق وقتاً طويلاً، ويقال أن أوكومورا ماسانوبو وسوزوكي هارونوبو كانوا أول من أدخلوا المطبوعات المتعددة الألوان بإستخدام أكثر من كتلة -قطعة خشب- واحدة، أي قطعة خشب واحدة لكل لون مختلف.
أوكييو-إ خلال عصره لم يكن يعتبر فن جميل وإنما فن تجاري،وكانت هذه المطبوعات الخشبية مكلفة إلى حد كبير، وقد تم إستخدامها من قبل الـ[ كابوكي، وNoh(نوع العروض المسرحية اليابانية) والممثلين] كشكل من أشكال الدعاية. لم يعتبر اليابانيين فن الطباعه الخشبية مهم قبل القرن العشرين وذلك لأنهم لم يتعبروه شكل فني يستحق جمعه، إكتشف الأوروبيون وخاصة الهولندييون والفرنسييون المطبوعات اليابانية وقيمتها الفنية في نهاية القرن التاسع عشر، عندما تم إستيراد أعداد كبيرة من أوكيو-إ إلى أوروبا.

أوكيو-إ الفترات والحركات الفنية
مصطلح أوكيو-إ كما هو مستخدم في الأدب وفي الإستخدام اليومي من قبل الناس الفن لديه نطاقات مختلفة، فبعضها يعني فقط فن المطبوعات من فترة إيدوالكلاسيكية-طوكيو الآن- وذلك من قبل سادة الكلاسيكية مثل هوكوساي كاتسوشيكا أو أندو هيروشيغ أو أوتامارو كيتاغاوا عندما يتحدثون عن أوكيو-إ، أما البعض الآخر إستخدامه كمرادف للطباعة الخشبية اليابانية، والبعض الآخر يرى المصطلح كمرادف لجميع أنواع المطبوعات اليابانية.

وبعد التعريف الواسع، أوكيو-إ يمكن تصنيفها إلى عدة فترات فنية مختلفة وحركات.


فترة إيدو
إيدو هي الفترة الكلاسيكية من أوكيو-إ والتي إستمرت من 1603م حتى النهاية الرسمية لها في عام 1868م. كانت اليابان تحت حكم عشيرة توكوغاوا وشهدت فترة من السلام ولكن أيضاً من القمع السياسي وعزلة كاملة عن بقية العالم. من ناحية أخرى إزدهرت فئة التاجر وكان التركيز على الملذات الدنيوية، ما يسمى بصالات الترفيه والمسارح كانت مزدهرة وكانت هذا الأرض المغذية مثالية للطباعة الخشب.


فترة ميجي
بدأت فترة ميجي مع نهاية شوغونات توكوغاوا وإستعادة الإمبراطور كقوة حقيقية، وقد إضطرت اليابان فجأة إلى فتح نفسها نحو بقية العالم، وقد كانت صدمة ثقافية.
إن المطبوعات المنتجة خلال هذه الفترة هي إنعكاس لهذه التغيرات الجذرية، تم استبدال ألوان النباتات الطبيعية بأصباغ أنيلينية كيميائية مستوردة من ألمانيا، بعد عام 1900م كان فن الطباعة الخشبية اليابانية التقليدية يموت تجارياً خارج البلاد وقد حل محله التصوير الفوتوغرافي.


حركة شين هانغا
حركة الفن شين هانغا تعني إحياء أوكيو-إ كشكل فني، كان المروج شين هانغا واتانابي الناشر الذي جمع بعض الفنانين الذين يتضورون جوعاً حوله وأعطاهم لجان للمطبوعات وصدروا بشكل رئيسي هذه المطبوعات الفنية إلى الولايات المتحدة وحققوا النجاح.

شين هانغا خلطة تقاليد أوكيو-إ الموضوعية مع بعض العناصر الغربية، وهي إستخدام الضوء والمنظور.

حركة شين هانغا كانت نهضة للطباعة اليابانية كشكل فني ولكن ليس كشكل من أشكال الفن التجاري للجماهير كما كانت أوكيو-إ التقليدية.


حركة سوساكو هانغا
إتبعت حركة سوساكو هانغا مفهوماً جديداً لما يجب أن يكون عليه الفنان في أوكيو-إ التقليدية، فعملية الطباعة تم فصلها بدقة وقد تم التصميم، والنحت، والطباعة والنشر من قبل أشخاص مختلفين ومتخصصين للغاية.
يعتقد فنانو سوساكو هانغا أن الفنان يجب أن يشارك شخصياً في كل هذه المراحل، ليس فقط نظرية سوساكو هانغا ولكن أيضاً أسلوب اللوحة أقرب إلى الأمثلة الغربية.
حركة سوساكو هانجا لم تكتسب شعبية حقاً في الجمهور، وفي حين أن مطبوعات شين هانغا تحظى بشعبية كبيرة بين جامعي المقتنيات، إلا أن سوساكو هانغا ظلت مكانة صغيرة (ولكنها جيدة) في السوق.

من أوكيو-إ إلى موكو هانغا
بعد الحرب العالمية الثانية الطباعة في اليابان أصبحت أكثر دولية، والتقنيات الغربية مثل النقش(Etching) والشاشة الحريرية إعتمدها الفنانون اليابانيون.
غير أن الطباعة الخشبية ظلت تمثل أسلوب الطباعة الرئيسي في اليابان. حتى أنها أصبحت شعبية بين الفنانين الغربيين. ذهب العديد من الفنانين الغربيين للتدريب إلى اليابان لتعلم الطريقة اليابانية القديمة لتعلم كيفية صنع صفحات الكتاب والطباعة الفنية. وقبل كل شيء سأذكر توشي يوشيدا، ابن هيروشي يوشيدا وتوميكيشيرو توكوريكي، حافظ كلاهما على مدارس الفنون التي حضرها العديد من الفنانين الغربيين مثل كارول جيسن، ميكا شوابيرو أو دانيال كيلي على سبيل المثال لا الحصر.
وقد وضعت هذه الحركة الدولية لصنع مطبوعات خشب أوكيو-إ التقليدية القديمه نفسها تحت اسم موكو هانجا. الفنانين مثل بول بيني من اسكتلندا، ريوسي أوكاموتو من اليابان، مات براون في الولايات المتحدة الأمريكية، أو توم كريستنسن على سبيل المثال له عمل -كايجو مانغا-" الفتى مايستروا" مطبوع على الخشب في أستراليا هي أساطير نموذجية لهذه الحركة.


*معلومة خارج إطار المقالة*
" موكو هانغا: تقنية طباعة الإختلاف بينها وبين الطباعة الغربية التي تستخدم الألوان التي تستند على الزيت أن الهانغا يتم إستخدام الألوان التي تستند على الماء ويتم طباعة كتب من خلالها كما هو الحال مع مانجا كايجو "




على الرغم من كل الصعود والهبوط، أوكيو-إ ظلت حركة فنية حية تم تقديرها وجمعها من قبل عشاق الفن في جميع أنحاء العالم.




مرجع المقالة:




ترجمة: هدى ع.البكري