أوكيو-إ _ صور من العالم العائم _
أشهر عشرة أماكن في إيدو -توهج المساء في تاكاناوا
بواسطة هارونوبو سوزوكي 1724م-1770م
|
" أوكيو-إ تعني حرفياً - صورة العالم العائم - أوكي (العائمة) - يو (العالم) - إ (الصورة). وهو المصطلح العام لنوع من المطبوعات الخشبية اليابانية المنتجة بين القرن السابع عشر والقرن العشرين".
أوكيو-إ- صور للعالم العائم
تم إنتاج أول أوكيو-إ بالأسود والأبيض في القرن السابع عشر، ومع ذلك كان هناك طلب على اللون وتم إنتاج أول طباعة ملونة بإضافة التلوين بعد الغنتهاء من الطباعة التي بالأبيض/الأسود بالفرشاة، ولكن هذا كان مكلفاً للغاية وتستغرق وقتاً طويلاً، ويقال أن أوكومورا ماسانوبو وسوزوكي هارونوبو كانوا أول من أدخلوا المطبوعات المتعددة الألوان بإستخدام أكثر من كتلة -قطعة خشب- واحدة، أي قطعة خشب واحدة لكل لون مختلف.
أوكييو-إ خلال عصره لم يكن يعتبر فن جميل وإنما فن تجاري،وكانت هذه المطبوعات الخشبية مكلفة إلى حد كبير، وقد تم إستخدامها من قبل الـ[ كابوكي، وNoh(نوع العروض المسرحية اليابانية) والممثلين] كشكل من أشكال الدعاية. لم يعتبر اليابانيين فن الطباعه الخشبية مهم قبل القرن العشرين وذلك لأنهم لم يتعبروه شكل فني يستحق جمعه، إكتشف الأوروبيون وخاصة الهولندييون والفرنسييون المطبوعات اليابانية وقيمتها الفنية في نهاية القرن التاسع عشر، عندما تم إستيراد أعداد كبيرة من أوكيو-إ إلى أوروبا.
أوكيو-إ الفترات والحركات الفنية
مصطلح أوكيو-إ كما هو مستخدم في الأدب وفي الإستخدام اليومي من قبل الناس الفن لديه نطاقات مختلفة، فبعضها يعني فقط فن المطبوعات من فترة إيدوالكلاسيكية-طوكيو الآن- وذلك من قبل سادة الكلاسيكية مثل هوكوساي كاتسوشيكا أو أندو هيروشيغ أو أوتامارو كيتاغاوا عندما يتحدثون عن أوكيو-إ، أما البعض الآخر إستخدامه كمرادف للطباعة الخشبية اليابانية، والبعض الآخر يرى المصطلح كمرادف لجميع أنواع المطبوعات اليابانية.
وبعد التعريف الواسع، أوكيو-إ يمكن تصنيفها إلى عدة فترات فنية مختلفة وحركات.
فترة إيدو
إيدو هي الفترة الكلاسيكية من أوكيو-إ والتي إستمرت من 1603م حتى النهاية الرسمية لها في عام 1868م. كانت اليابان تحت حكم عشيرة توكوغاوا وشهدت فترة من السلام ولكن أيضاً من القمع السياسي وعزلة كاملة عن بقية العالم. من ناحية أخرى إزدهرت فئة التاجر وكان التركيز على الملذات الدنيوية، ما يسمى بصالات الترفيه والمسارح كانت مزدهرة وكانت هذا الأرض المغذية مثالية للطباعة الخشب.
فترة ميجي
بدأت فترة ميجي مع نهاية شوغونات توكوغاوا وإستعادة الإمبراطور كقوة حقيقية، وقد إضطرت اليابان فجأة إلى فتح نفسها نحو بقية العالم، وقد كانت صدمة ثقافية.
إن المطبوعات المنتجة خلال هذه الفترة هي إنعكاس لهذه التغيرات الجذرية، تم استبدال ألوان النباتات الطبيعية بأصباغ أنيلينية كيميائية مستوردة من ألمانيا، بعد عام 1900م كان فن الطباعة الخشبية اليابانية التقليدية يموت تجارياً خارج البلاد وقد حل محله التصوير الفوتوغرافي.
حركة شين هانغا
حركة الفن شين هانغا تعني إحياء أوكيو-إ كشكل فني، كان المروج شين هانغا واتانابي الناشر الذي جمع بعض الفنانين الذين يتضورون جوعاً حوله وأعطاهم لجان للمطبوعات وصدروا بشكل رئيسي هذه المطبوعات الفنية إلى الولايات المتحدة وحققوا النجاح.
شين هانغا خلطة تقاليد أوكيو-إ الموضوعية مع بعض العناصر الغربية، وهي إستخدام الضوء والمنظور.
حركة شين هانغا كانت نهضة للطباعة اليابانية كشكل فني ولكن ليس كشكل من أشكال الفن التجاري للجماهير كما كانت أوكيو-إ التقليدية.
حركة سوساكو هانغا
إتبعت حركة سوساكو هانغا مفهوماً جديداً لما يجب أن يكون عليه الفنان في أوكيو-إ التقليدية، فعملية الطباعة تم فصلها بدقة وقد تم التصميم، والنحت، والطباعة والنشر من قبل أشخاص مختلفين ومتخصصين للغاية.
يعتقد فنانو سوساكو هانغا أن الفنان يجب أن يشارك شخصياً في كل هذه المراحل، ليس فقط نظرية سوساكو هانغا ولكن أيضاً أسلوب اللوحة أقرب إلى الأمثلة الغربية.
حركة سوساكو هانجا لم تكتسب شعبية حقاً في الجمهور، وفي حين أن مطبوعات شين هانغا تحظى بشعبية كبيرة بين جامعي المقتنيات، إلا أن سوساكو هانغا ظلت مكانة صغيرة (ولكنها جيدة) في السوق.
من أوكيو-إ إلى موكو هانغا
بعد الحرب العالمية الثانية الطباعة في اليابان أصبحت أكثر دولية، والتقنيات الغربية مثل النقش(Etching) والشاشة الحريرية إعتمدها الفنانون اليابانيون.
غير أن الطباعة الخشبية ظلت تمثل أسلوب الطباعة الرئيسي في اليابان. حتى أنها أصبحت شعبية بين الفنانين الغربيين. ذهب العديد من الفنانين الغربيين للتدريب إلى اليابان لتعلم الطريقة اليابانية القديمة لتعلم كيفية صنع صفحات الكتاب والطباعة الفنية. وقبل كل شيء سأذكر توشي يوشيدا، ابن هيروشي يوشيدا وتوميكيشيرو توكوريكي، حافظ كلاهما على مدارس الفنون التي حضرها العديد من الفنانين الغربيين مثل كارول جيسن، ميكا شوابيرو أو دانيال كيلي على سبيل المثال لا الحصر.
وقد وضعت هذه الحركة الدولية لصنع مطبوعات خشب أوكيو-إ التقليدية القديمه نفسها تحت اسم موكو هانجا. الفنانين مثل بول بيني من اسكتلندا، ريوسي أوكاموتو من اليابان، مات براون في الولايات المتحدة الأمريكية، أو توم كريستنسن على سبيل المثال له عمل -كايجو مانغا-" الفتى مايستروا" مطبوع على الخشب في أستراليا هي أساطير نموذجية لهذه الحركة.
*معلومة خارج إطار المقالة*
" موكو هانغا: تقنية طباعة الإختلاف بينها وبين الطباعة الغربية التي تستخدم الألوان التي تستند على الزيت أن الهانغا يتم إستخدام الألوان التي تستند على الماء ويتم طباعة كتب من خلالها كما هو الحال مع مانجا كايجو "
على الرغم من كل الصعود والهبوط، أوكيو-إ ظلت حركة فنية حية تم تقديرها وجمعها من قبل عشاق الفن في جميع أنحاء العالم.
مرجع المقالة:
ترجمة: هدى ع.البكري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق